تعزيز التحصينات الأمنية للمنطقة الخضراء ومقترباتها، سيحولها الى حامية عسكرية وسط العاصمة، وذلك سيزيد من عزلتها ومن فيها عن محيطها الشعبي والإنساني، فالأزمة سياسية بكلّ تفاصيلها، والتحدّي الأمني من تداعياتها، وليس بعدا أساسيا فيها، وعلى الأرجح إذا ما تم الاتفاق السياسي، وانتهت الأزمة ستنتهي معها تلك الاجراءات الاستثنائية، التي تندرج في سياق المهام والمسؤولية الأمنية والعسكرية للقوات الماسكة للأرض، لكنّها ليست بعيدة عن الرؤية السياسية للموقف بحكم حساسية وأهمية المنطقة، وهذه الرؤية ما زالت تتعامل مع الظاهر وتتجاهل الغاطس وهو الأخطر، وربّما لم تكن خيارا في غياب البدائل، وقد تكون ضرورة لجأ اليها صاحب القرار لمواجهة كل الاحتمالات، وذلك (ليس تبريرا) بقدر ما هو قراءة واقعية لما يجري، والنظر الى الحدث عبر أكثر من زاوية، والأهم من كل ما تقدم أن الموقف ما زال محفوفا بكل أسباب الخطر ودواعي الانفجار..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع