Dead Angles .. بقلم ضياء الوكيل (تحليل)

على الرغم من مرور عقدين على (الغزو الأمريكي للعراق)، إلا أن تداعياته ما زالت تتفاعل(اضطرابا وفوضى وعنف وصراعات وارهاب وعدم استقرار ) على المسرح الإستراتيجي (العراقي والإقليمي)، فالاحتلال الذي الذي أقصى العراق من المعادلة الإقليمية، أحدث خللا في توازنات القوّى الاستراتيجية في المنطقة، وفتح شهيات وأطماع الدول المجاورة للعراق الذي أصبح الطرف الأضعف في الجغرافيا الشائكة عند المثلث (الايراني التركي العراقي)، حيث ترى الدولتان المجاورتان أن الخرائط الحالية ليست إلا عقابا لماضيهما الإمبراطوري، ولا تخفيان طموحهما في استعادة مجدهما الغابر، وتخوضان صراعا مريرا(معلنا ومخفيا) اتخذ من الأراضي العراقية ساحة للنزاع وتصفية الحسابات، وتواجد الأحزاب الكوردية المعارضة(التركية، الإيرانية) بأجنحتها المسلحة ليست سوى أدوات تغذي صراع النفوذ والمصالح والخرائط بين الدولتين الجارتين، وإن كان التفاهم الأخير بين (العراق وإيران) قد (نزع فتيل الأزمة الحدودية، وخفّض مستوى التصعيد والتوتر، وفرض حالة من التهدئة المشوبة بالحذر، إلا أن ذلك ليس كافيا، فالوضع ما زال قلقا وغير مستقر، ويشبه الهدنة المؤقته، وقد ينهار في أية لحظة)، فالملف أوسع وأشمل وأخطر مما يبدو عبر وسائل الإعلام ومنابر السياسة، وله أبعاد (محلية واقليمية ودولية) ويحتاج الى حلول بمستوى المخاطر المحدقة بأمن العراق والتداعيات المحتملة على أمن المنطقة والعالم.. ورغم اعترافنا بأن ما يجري له تفاصيل وعوارض وأجزاء زمنية ومكانية لها بعدان داخلي وخارجي، ونحن هنا نبحث عن (التفسير وليس التبرير) فحضور الضعف لا يبرر غياب القوّة، وفقدان الإرادة السياسية ضعف فينا وليس عيبا في الآخرين، وهذا البحث يثير أسئلة مفتاحية مهمة من أبرزها: لماذا لم تبادر الحكومات العراقية المتعاقبة الى طرد هذه الأحزاب الى خارج الأراضي العراقية وذلك من حقها السيادي، ولا مزايدة فيه أو عليه ؟؟ حيث تسقط  في قرارها ذريعة التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العراقي، وتسحب البساط من الهجمات والانتهاكات التي ترتكبها دول الجوار بحق سيادة العراق وشعبه..؟؟ إن كانت تستطيع لماذا لم تفعل..؟؟ وإن كانت لا تستطيع فما السبب؟؟ أسئلة صعبة لكنها مفتاحية لتفكيك هذا الملف، ورسم سيناريو الأحداث، وتحديد مساراتها المتوقعة والمحتملة في المدى المنظور..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.