وقد غاصَ في جرحكِ الأقربون.. بقلم ضياء الوكيل

أدري بأنّك يا بغدادُ ثَكْلى، وعيناكِ خاويتانِ من الدمعِ، وصلاةُ الطيرِ على أبوابكم تُتلى، هل تذكرين يا بغداد..؟؟ وعينُ الرصافة تحضنُ أختها في الكرخ، ودجلة القديس للعينين كُحلا، ما كان لي وأنا على الجسر القديم، أن أخافَ على الذين أحبّهم، فما زالوا فتيةً وصغاراً، والجرحُ يا بغدادُ معمّراً كَهلا، يا نفحة الخير إن أقبلت نسائمُ أهلي، بروائح الخبز والتنور، وقصص الطفولة، يا منجمَ الرجالِ والرجولة، إني رايت رؤوسا لا وجوهَ لها، وعكاظاً هجيناً، تساوى عندهُ الرخيصُ يا بغداد بالأغلى، فهل ننجو بمهترئات الجلود، وما يسترهنّ غير المروءةِ والصبر، والحنظل المُرّ، والدّفلى، أدري بأنّكِ يا بغدادُ ثكلى، وقد غاصَ في جرحكِ الأقربون، ونالَ من قلبكِ الأذى، والعقوق، والشجون، وأنّكِ رغمَ هولِ الداء لا تشكين، وليتكِ تشتكين.. كي توقظينا، يا أمّنا وأبينا،ستبقين يا زهو الفراتينِ فينا، صوت الضمير الحي، وتبقى المروءةُ يا بغدادُ حُبلى..

شاهد أيضاً

لا تيأسوا.. بقلم ضياء الوكيل

يا أيّها الناس.. لا تقولوا الوداع، فكلّنا في غدٍ راحلون، (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ)*، وليكن قبري وطنْ.. وقصّةَ موتي ولادة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.