Dead Angles .. بقلم ضياء الوكيل*

لكلّ مجتمع مصدران للقوّة، يرتبط بهما مصيره ووجوده، أحدهما فوق الأرض ويشمل الهوية الثقافية ببعديها ( المادي والروحي)، والآخر تحت الأرض وهو الجذور أو المقابر التي تدل على تعاقب الأجيال جيلا بعد جيل وزمنا تلو آخر، وهذا التوصيف يقدم تفسيرا أو إجابة للأسباب التي دفعت (داعش) الى استهداف الرموز الدينية والتاريخية والثقافية والمتاحف والمقابر التي سويت بالأرض وأصبحت أثرا بعد عين في المناطق التي احتلتها في حزيران من العام 2014 ولم تسلم منها منارة الجامع النوري أو (المئذنة الحدباء) التي صمدت ألف عام بوجه الغزاة لكنها سقطت على أيدي الإرهاب المتأسلم والمأجور، وينسحب ذلك على المشهد الذي حمت فيه دبابات الإحتلال الأمريكي الغاشم وزارة النفط في (نيسان 2003 )فيما تركت (المتحف الوطني العراقي) نهبا للعصابات والمافيات الإجرامية واللصوص والعابثين وبعضهم جاء معها لينفذ هذه المهمة القذرة، صحيح أن الغزاة الأمريكان هدفهم النفط وثروات العراق وموقعه الاستراتيجي، لكن ذلك لا ينفي أن هويته وتاريخه وثقافته ورموزه ومصادر قوّته كانت وما زالت هدفا للإحتلال والارهاب والأجندات الخفيّة،لا أريد السياحة في دفاتر الماضي، والجراح القديمة، لكن البعض ما زال يستهين بالتاريخ والتراث والثقافة وهوية المجتمع، وذلك يستفز الذاكرة، والوعي المغيّب، وينكأ الجراح، فالقضية ليست في الطين والشوارع والحجارة، إنّها قصّة الإنسان والوطن وشواخص التاريخ والجذور والحضارة، لا يوجد شعب بلا هوية وإنتماء وتاريخ، وبوصلة تستشعر الطريق الموحش، وفي العراق شعب أصيل يعتزّ بتاريخه وجذوره وهويته الوطنية والإنسانية والثقافية، وتجاهل ذلك تحدّي لقوانين الطبيعة، وعمل لا يتسم بالعقلانية، ويفتقر الى الحكمة،( واللي ماله أول ماله تالي)، كما ورد في الموروث الشعبي..

لقطة ليست عابرة:

قيل لأبي تمّام: لماذا لا تقول ما نفهم..؟؟ فقال: لِمَ لا تفهمونَ ما أقول..؟؟

*مستشار وناطق رسمي سابق 

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.