نهري دجلة والفرات هما حبل الوريد وشريان الحياة بالنسبة للعراق وشعبه، وأي تخطيط سياسي واستراتيجي وطني عليه أن يعمل ويضمن ويتأكد من حصول العراق على حصته المائية في هذين النهرين وروافدهما وفقا للقوانين الدولية، وهذا التخطيط لا يعتمد على العلاقات والتنسيق والنوايا الحسنة، إنّما على التفاوض والمصالح والاتفاقيات الملزمة بضمانات أممية ودولية، وأي نشاط سياسي عليه أن يضع في أولوياته وبحكم الضرورة هذا الملف الحساس، وعلى دول الجوار أن تكون واعية لقواعد اللعبة الاستراتيجية في المنطقة، ولا تستدرج لحلبة الصراع والخلاف والفوضى، وأن تنتبه الى أن قضية المياه بالنسبة للعراق هي قضية حياة ووجود ومستقبل ومصير، وغير قابلة للمساومة والابتزاز، ويبقى الأمر خاضعا لعاملين: سياسة دول الجوار تجاه هذا الملف، وخيارات السياسية العراقية في التعاطي مع الأزمة، والوقت ما زال متاحا لكنه ليس مفتوحا، والاهمال والتأجيل ليس في صالح العراق، وقوافل العطش على الأبواب.. يقول هارفي ماكاي ( احفر بئركَ قبل أن يصيبك العطش)..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات