وهل ساورت ريبةٌ قلب موسى..؟؟ بقلم ضياء الوكيل*

من المبكر التكهن بمسارات الحرب والعدوان على غزّة، فالأيام حبلى بالمفاجآت، والتكهن أشبه بالسير في حقل الغام دون بوصلة موثوقة أو طريق آمن، وفيه تجاوز على الغيب تحفّه المحاذير، وهناك الكثير مما يستحق النقاش والتحليل ولكن الظرف غير مناسب، أمّا الحقيقة فلها وجهان، أحدهما غاب مع الظلام، والآخر استيقظ في النور، والحقيقة المُرّة في غزّة تشبه حيرة(هاملت) الذي تحاشى النظر الى المرآة، فالصورة مقعرة، والضلال مشوهة، والأخاديد كبيرة، والتاريخ يعيد نفسه، فما حققه (هانيبال) في (كان) لن يحميه من السقوط في (قرطاجة) ودفنه تحت ركامها، ومن أصبح ملكا بالسيف سيموت بحدّهِ، ومصير الأفراد لا يشبهُ حياة الأمم، وما يبدو قدرا محضا على مسار التاريخ، قد يتحول الى هوّة عميقة في حياة الشعوب، كلاهما يولد من رحم حقيقي، أو من رحم الحقيقة، أو يبقى مجهولا، وأغلب الظن أن (شكسبير) لم يكن يستعلم عن شخص محدد، بل عن واقعٍ أوسع، عندما رفع عقيرته بالسؤال في إحدى مسرحياته قائلا:( من هذا المجنون الذي صنع كلّ هذا التاريخ، المكوّن من الضوضاء والجلبة والدم..؟؟)، لا تسأل يا شكسبير..؟؟ فكلهم أبصروا الحبال وهي تسعى، كأنها أفعى، وتسحر البصر، فهل ساورت ريبةٌ قلب موسى..؟؟ وهل خاف من فرعون ذيّاك البشر..؟؟ فمن شاء ظلَّ، ومن شاء اهتدى، فمن أقحم الناس في حومة الردى..؟؟ ومن غامر بالوعد ثم انتحر..؟؟ ومن لم يتّقي المكر، والناس في الحرب تتّقي، وأسقط التحسب والحذر، فاستنطق البارود إن استطعت، وجيش الأراذل والتتر، والموت والرهبوت، والدم المتخثر عند تابوت البيوت، وتحت أكوام الحجر، فهناك الشاهد والدليل، والصدق المستحيل، وأغرب ما في الصدق.. أن يكون أخوك عليك هو الدليل..!! وهو القَدَرْ، خيرٌ وشر،( ويومٌ نُسَاءْ، ويومٌ نُسَرْ)* وعند غزّة المبتدا المرفوع في مهرجان النّصب، وينبوع المروءة اللاتنحني، والتحدّي الضخم، والصبر الأمرّ، ومفتاح الحقيقة والخبر..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات

شاهد أيضاً

(اللي يحتاجه البيت يحْرَمْ على الجامع)..بقلم ضياء الوكيل*

تعقيب على قرار التبرع(الطوعي)، والإستقطاع من الراتب: إن لم تكونوا قادرين على مساعدة المتقاعدين، وتحسين ظروفهم المعيشية، فلا تقربوا من أرزاقهم ورواتبهم المحدودة، ولا تُثْقِلوا عليهم بالتبرع أو تقديم الطلبات التعجيزية المحرجةِ لهم، والمستفزة لحريتهم الشخصية، اتركوهم وشأنهم، والله لن يتركهم، ولن ينساهم، وهو القادر على بث السكينة والدفأ والرحمة في نفوسهم التي أتعبها الصبر الجميل، وطول الأمل، وخذلان السياسة، وظلم الزمن.. للمزيد مطالعة كامل المقال..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.