ما يجري بحق الاطفال والنساء والمدنيين في غزّة أكثر من طاقة الإنسان على الإحتمال، نحن نكتب ونقف وننتصر للحق، وللمستضعفين في الأرض، لأننا ننتمي لعالم الإنسان، وحرية البشر، وهي حبل الصرّة التي تربطنا بالرحم الإنساني، نعرف أن غزّة تعاني، وتنزف وتتحدى الموت والجحيم ومرارة الصبر والخذلان، لكنها لا تسأل أحد، وتنهض من سبات الآخرين كأنها اعتادت يقظة الروح، وقبضة الحياة، غزّة الجاثية على دماء أبنائها، والمقيمة على تخوم المحنة الكبرى، لا تحتاج الى من يرشدها الى الصراط المستقيم، فقد حفظته بدم القلب، ورسمت مرتقاه العظيم بعيدا عن زمن الأوغاد، واللصوص، والوجوه المريبة، غزّة تعرفكم يا إخوة يوسف، أيّها الخادعون ضمائركم، فعندكم تنتهي كلّ أزمنة الكذب والنفاق، سيخرج الذئب من الحكاية، ويأكلكم وحدا تلو الآخر، كما أكل فلسطين، وأن كانت أمريكا على يمين العدوان، فأنتم على يمين الإثنين.. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف/21)
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع والعمليات