السكوت ليس من ذهب..بقلم ضياء الوكيل*

بعض الأحداث الأمنية ومهما كانت صغيرة ومحدودة فانها تحتاج الى مراجعة وتقييم لاستنباط الدروس، وقد لا يكون من الحكمة التجاهل والتأجيل وترحيل الملفات الى زمن لاحق، فذلك يعقّد الأزمات الى درجة تستعصي معها الحلول، وعلى سبيل المثال فان تجاهل ما حدث في (حي العامل) لا ينفي حدوثه، ولا يقلل من مخاطره، ولا يضمن عدم تكراره، والدليل وقوع حادثٍ مشابه بعد ساعات في محافظة البصرة..!! وبالعودة الى تلك الحادثة فأن أول الملاحظات عليها هو غياب الرواية الرسمية.. وذلك شجّع الروايات البديلة على ملء الفراغ، ورغم نجاح الأجهزة الأمنية في تطويق الحادث والتعامل معه بحكمة، إلا أن للقصة بقية تكمن في (تفسير ما حدث) وهذا ترك للتحليل والاجتهاد الشخصي والاعلامي والسياسي، وكان يفترض أن يتولاها المستوى الحكومي، ويقدم فيها تفاصيل ما جرى في تلك الليلة، وموقف الحكومة منها، والاجراءات المتخذة لتطمين الشارع، وحماية الأمن والاستقرار، أمّا تحجيم الحدث، والتقليل من شأنه، بالتجاهل والصمت، فذلك هروب من استحقاق الموقف، وما يترتب عليه من التزامات واجراءات، عبر التعاطي مع الظاهر من المشكلة وتجاهل الغاطس وهو الأخطر والأهم، وإن كان الكلام من فضّة كما تقول الحكمة، فالسكوت هنا ليس من ذهب..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات

 

شاهد أيضاً

من بين دخّان البنادق3.. (تحليل) بقلم ضياء الوكيل*

القوّة هي النقطة المركزية في صناعة الاستقرار والسلام أو الجنوح نحو العنف والحرب، والإرادة تمنحها الفاعلية والغطاء، والدبلوماسية تعبّر عن الإثنين، ولا يجوز أن تترك لوحدها، فذلك يفقد (القوّة) قيمتها وتأثيرها المسبق على الأحداث.. للمزيد يرجى مطالعة التحليل بعناية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.