تحليل لجريمة الاعتداء الأمريكي.. بقلم ضياء الوكيل*

تشير الانباء الاولية إلى ان (الطائرة المسيّرة) التي نفذت الاعتداء على احد مقرات الحشد الشعبي في بغداد (صباح الخميس المصادف الرابع من الشهر الجاري) قد استخدمت (الصواريخ الموجهة) في عملية الاغتيال، وتلك (فرضية غير مستبعدة) نظرا لعدم وجود حطام للطائرة المُهاجمة في موقع الحادث، أي أنها ليست انتحارية، وذلك يحيلنا الى البحث عن (نوع الطائرة) التي نفذت الهجوم، والمحتمل أنها من ذات النوع الذي استخدم في جريمة المطار عام 2020( إم كيو- 9) وهذا يحتاج الى تأكيد من (مصادر موثوقة)،والمحتمل أنّها غادرت موقع التنفيذ وعادت الى قاعدة الانطلاق أو أي موقع بديل آخر، ومثل هذه الطائرة التي يبلغ (طول جناحيها عشرون مترا، وتحمل 6 صواريخ موجهة بالليزر، وتزن 2200 كغم) لا يمكن أن تغيب عن شاشات الرادار وحتى الرصد الارضي، فهل تم كشفها وتتبع خط سيرها وتأشير نقطة انطلاقها وعودتها..؟؟ (سؤال مهم) قيد التحقق والإجابة،وحتى يكون التحليل موضوعيا لن أحصر الاحتمال بهذه الطائرة وسأفترض طائرات مسيّرة من أنواع آخرى، وإن كان المرجح هو (إم كيو9) لأسباب كثيرة، وبما أن الحقيقة هي بنت البحث، وتركيب الصورة لمسرح الجريمة يحتاج الى إجابة على بعض الأسئلة المهمة، سنطرح جانبا منها بحكم البحث والتقصي لتفكيك الزوايا الميتة فيها، وكالآتي: بافتراض أن الأجواء في العاصمة تحت السيطرة وهناك جهات مسؤولة عن الملاحة الجوية، والرصد والمتابعة والتنسيق لتجنب الحوادث، وكشف الاختراقات المعادية، خاصة أن الأجواء كانت تشهد في لحظة الاعتداء، تحليقا لأسراب من الطائرات العسكرية في ممارسة تسبق الاستعراض بعيد الجيش، وهذا مدعاة للتدقيق والمراقبة الشديدة، ولكنه قد يستغل أيضا لتنفيذ الخرق المعادي، فهل لاحظ المسيطرون الجويون حركة غير طبيعية لطائرة أو طائرات من خارج السياق والأعداد والاتصالات والأسراب المعتمدة..؟؟ وكيف استطاعت (طائرة مسيّرة مسلحة مجهولة) التحليق فوق مناطق حساسة وسط العاصمة دون اعتراض..؟؟ هل تم كشفها وتتبعها بالرادار..؟؟ وما هي الاجراءات الدفاعية المتخذة..؟؟وإن لم يتم:لماذا..؟؟ وما دور الدفاع الجوي والرادار والمضادات الأرضية في هذه القصّة..؟؟ ثم اليست هناك تعليمات صدرت من رئاسة الوزراء في(شهر آب 2019)عقب انفجار مخازن العتاد في غربي بغداد، ومنعت بموجبها تحليق الطيران((الاستطلاع،الحربي،المروحي،المسيّر) إلا بموافقة مسبقة من السيد القائد العام للقوات المسلحة أو من يخوله، وبالتنسيق مع الجهات المختصة بادارة هذا الملف، وفي حينها أعلن التحالف التزامه بهذه التعليمات، وأكد في بيان له (انه كضيف يمتثل لجميع القوانين والتوجيهات التي تصدرها حكومة العراق)، فكيف حلّقت هذه (المسيّرة المعادية والمسلحة في مهمة قتالية) في أجواء العاصمة خلافا للتعليمات؟من المسؤول؟؟ وكيف استطاعت العودة..؟؟ الأمر يحتاج الى مناقشة هادئة، وبحث مستفيض، للاجابة على الكثير من الأسئلة المهمة، لمعرفة الحقيقة، وكيف تم هذا الخرق الأمني الخطير الذي تسبب في استشهاد وجرح عدد من الرجال المضحين، وفي انتهاك حرمة الأجواء العراقية، وتهديد الأمن والاستقرار في العراق.. الرحمة للشهداء الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى بأذن الله تعالى..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع وقيادة العمليات

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.