الأمن غاية العدل..بقلم ضياء الوكيل*

حتّى تحافظ على الأمن يجب أن تكون قويّاً، وعلى استعداد لاستخدام القوّة لفرض الأمن، وقد تكون مضطرا للقتال دفاعا عن الأمن، وربّما تفقد جانبا من الأمن لاستعادة الأمن، وتحقيق الأمن يستدعي عبور بوابة اللاأمن، والأمن ينشأ كنتيجة لقيام نظام سياسي عادل ومستقر، ولكن إن اصبح (الأمن) هدفا وغاية لوحده بمعزل عن العوامل والعوارض والظروف المؤثرة فيه ستجد الأنظمة نفسها تحت رحمة أكثر الأطراف عنفا وتطرفا، وسيكون ثمن التهدئة والاستقرار باهضا وجسيما، وقد يضيع معها الأمن والأمان، وذلك يعني أن (الأمن)قد يتحوّل إلى عدو محتمل إذا خرج عن سياقه المعتاد، وواجه ارادة سياسية ضعيفة ومترددة، عندها يستخدم (الأمن) ورقة للضغط والمقايضة والمساومة في سوق السياسة، ولا غرابة في أن يصرخ (ديكارت) في مسرحية (ماكبث) أن (الأمن أكبر عدوٍّ للإنسان)، وتلك نبوءة شكسبير في كتاباته الأدبية الخالدة، فالأمن يعني الطمأنينة والسكينة والسلام وهو نقيض الخوف والرهبة،ويشتق من الأمن لفظ (الأمَنَة والأمان والإيمان)، وقد ورد (الأمن) في مواضع عدّة في القرآن الكريم، ومنها قوله سبحانه وتعالى في (سورة الأنعام/الآية 82):( (الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولـئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدونَ)*، فالأمن أساس التنمية والإستقرار، وغاية العدل، وهدف الشرائع والقوانين، والأمن وحدةٌ واحدة لا يتجزأ، وهو حجر الزاوية في أي بناء يسعى الى توفير حياة كريمة مستقرة للإنسان وعائلته وحقوقه ومصالحه المشروعة، وبالتالي ضمان الاستقرار الاجتماعي وتحقيق العدالة والتطور والسلام.. وبديل الأمن هو الفوضى والاضطراب والخوف والتراجع، وسطوة القوّة والغلبة وعنف السلاح، والاحتكام لشريعة الغاب والعنف والخراب..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع وقيادة العمليات

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.