الحريّةُ حقٌ وإرادة.. بقلم ضياء الوكيل*

انتظرنا التظاهرات من الشرق، فجاءت من الغرب، نصرة للحقّ الفلسطيني، وللمظلومين في غزّة، كنت أتمنى أن أرى هذه التظاهرات الحاشدة في الشوارع العربية، ولكن الحقوق لا تؤخذ بالتمنّي، فهؤلاء الذين يطوفون مدن الغرب وجامعاته رفضا للحرب الهمجية على غزّة.. هم بشرٌ مثلُنا، نرتبط وإيّاهم بأواصر الأخوّة الإنسانية، والحريّة حبلها السرّي، نتنفس الحياةَ مثلهم، ويتنفسون الحريّة أفضل منّا، لم يتركوا بابا للكهوف، وقد أبصروا النور حدّ انكسار البرق، واندحار الخوف والقلق، عن الأحرار أتحدث، عن الذين كسروا نمطية الصورة المضللة في الغرب،عن الذين كشفوا عن عجزنا وهوان أمرنا، عن الذين اتخذوا من الحريّة منبرا للتضامن الإنساني مع الشعوب المقهورة، وذلك موقف يستحق الإعجاب والإشادة، أمّا الشرق فما زال يحبو على طريق الصفر، والطريق الى الصفر معجزة، والحريّة فيهِ مثل غيمةٍ يابسة، خضّبت بالدماء، وفي جفنها دمعة يطاردها الليل، وزلزال النداء، الحرية في الشرق مثل تابوتٍ مسجّى، تقام لها التراتيل، وترفع الأدعية، وتكتب في مدحها الأشعار، ولكنْ على لوحةِ الدُفْلَى والملحِ والصبّار، صحيح أنّ الشعوب تعشق الحرية، وتحبّ الحياة، ولكنّ ذلك لا يكفي، فالحريّة حقٌ وإرادة، وليست أمنيات، أمّا الحريّة في الشرق فصارت مثل قيس وليلى، عشقٌ بلا وصال، وقصّة حبّ لم تكتمل..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع وقيادة العمليات

شاهد أيضاً

من بين دخّان البنادق3.. (تحليل) بقلم ضياء الوكيل*

القوّة هي النقطة المركزية في صناعة الاستقرار والسلام أو الجنوح نحو العنف والحرب، والإرادة تمنحها الفاعلية والغطاء، والدبلوماسية تعبّر عن الإثنين، ولا يجوز أن تترك لوحدها، فذلك يفقد (القوّة) قيمتها وتأثيرها المسبق على الأحداث.. للمزيد يرجى مطالعة التحليل بعناية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.