انخفض مستوى الاهتمام الإعلامي بمحنة ونكبة وحرب غزّة، نتيجة التطورات المتلاحقة في المنطقة، والتغير الذي طرأ على أولويات النشر والتغطية الإعلامية، وذلك لا ينفي أن غزّة ما زالت تُذْبح وتتعرض للإبادة على مدار الساعة، وقد تصاعدت الهجمات الصهيونية خلال الأيام الأخيرة، وأصبحت أكثر توحشا وهمجية، وأشدّ إجراما وفظاعة، وارتفعت أعداد الشهداء والجرحى الى مستويات وأرقامٍ مرعبة، وغالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، والحديث عن غزّة لا يقلل من خطورة وبشاعة وهمجية العدوان الصهيوني الذي يتعرض له الأشقاء في لبنان، كلاهما على خط واحد من الأهمية في مستوى التغطية والرصد، ودون تجاهل الجرائم والدماء المستباحة في غزة، فما يحدث في القطاع المنكوب أكبر من معايير النشر وتداول الأخبار والسبق الصحفي، إنّها قضية أخلاقية وإنسانية تتعلق بحياة ووجود ومصير شعب محاصر، يعاني منذ عام من حرب الإبادة والقتل والتجويع والتدمير والتخويف والمرض والموت الرخيص، غزّة تستغيث، وتتوغل في الفاجعة والمأساة حدّ الفناء، لا تتركوها وحيدة، فهي ضحية العدوان والتخاذل والظلم، ومغامرة وتهور وخطيئة الأبناء..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع وقيادة العمليات