جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

عندما حاول الدكتور (كريستيان برنارد) إجراء أول عملية زراعة قلب لإنسان في مستشفى (غروت) في (كيب تاون بجنوب أفريقيا) وكان حدثا تاريخيا، واجه مشكلة رفض الجسم الأصلي للعضو الغريب، وقد نجحت العملية في حينها وعاش المريض لبضعة أيام ومن ثم توفي نتيجة مضاعفات صحية، وانقسم الرأي الطبي والقانوني والأخلاقي والاجتماعي حول (جراحة قطع الغيار) البشرية، بين مشكك ومؤيد ومتخوّف ومنتقد، هذا في الجراحة الطبية، أمّا في (الجراحة السياسية) فمنذ ( 75 عاما) وأمريكا والغرب (يقطعون ويلحمون ويقسّمون) مستخدمين كلّ وسائل الحرب والقوّة والتهديد والتهجير والتحايل والمكر السياسي والإعلامي والنفسي لزرع كيان هجين وجسم غريب في قلب المنطقة العربية، وواجهت محاولاتهم رفضا قاطعا من جسد المنطقة وشعوبها لهذا السرطان العدواني الإستيطاني المحتل، فثقافة المجتمعات العربية وأخلاقها وقيمها ترفض وجود هذا الكيان القاتل للأطفال والنساء، والمستبيح للأرض والعرض، والمنتهك للحرمات والمقدسات، الجغرافية والتاريخ والمزاج الشعبي رفضوا وما زالوا يرفضون التعاطي مع الفكرة من الأساس، وهذه فطرة وعفوية الإنسان والضمير العربي ولا تحتاج إلى تحشيد ولا شعارات ولا أناشيد، وهذا الرفض لا علاقة له بالأنظمة السياسية المتواطئة والمطبّعة مع الاحتلال، أو الممانعة، أو التي تقف على التل بانتظار النتائج، الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب، وسيدفع لهم الجزية صاغرا وأبكم، جراحة الغرب فشلت، وهي فاقدة للشرعية والأخلاق والحق، لا اعتراف بكيان العدوان، ولن نتعايش معه، لأنه باطل، ومقاومته مشروعة، وحق أصيل، مقاومة سياسية ومدنية وثقافية واجتماعية أو عسكرية، مقاومة تتاجر مع الله.. وليس مع السياسة، والتجارة مع الله لا تخسر ولا تبور..

*مستشار وناطق رسمي سابق

الدكتور كريستيان برنارد

شاهد أيضاً

يا أطفال العالم اتحدوا..بقلم ضياء الوكيل*

الأمّهاتُ في غزّة يشبهن مناديل الوداع، وعيونهنّ مثل أجراسٍ تبكي، لبسن الحداد من بؤبؤ العين حتى قامة الحزن والعذاب، يتمرغن بالدعاء والصلوات إلى الله كي ينجي الصغار، ويقرعن باب الأمل المغلق فوق صدورهنّ مثل قبرٍ قديم، يمسحن عن جوع الأطفال ترنيمة الغفوة، فالحلم لا يحضر هناك، لا قمحا ولا حنطة.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

2 تعليقان

  1. سيد زين العابدين الشريفي

    السلام عليكم … تحية طيبة … هناك من الواجب الكثير الذي يلقى على عاتق ابناء الأمة من كل الاطياف والطبقات والفئات الذي لابد من الوصول إليهم بعنوانه الأخلاقي والوطني والعقائدي
    لم تزل وعلى مستوى الجغرافية السياسية وحسب الواقع ان تبقى فلسطين القضية المركزية في قضايا الأمة العربية والإسلامية ومن حيث ما تكون ..

  2. السلام عليكم … تحية طيبة … هناك من الواجب الكثير الذي يلقى على عاتق ابناء الأمة من كل الاطياف والطبقات والفئات الذي لابد من الوصول إليهم بعنوانه الأخلاقي والوطني والعقائدي
    لم تزل وعلى مستوى الجغرافية السياسية وحسب الواقع ان تبقى فلسطين القضية المركزية في قضايا الأمة العربية والإسلامية ومن حيث ما تكون ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.