من بين دخّان البنادق3.. (تحليل) بقلم ضياء الوكيل*

في فقه العلوم الإستراتيجية.. إنّ (القدرة العسكرية) هي البرهان الحقيقي على (عزيمة) الدولة في علاقاتها مع الآخرين، (والقدرة والعزيمة) أمران مختلفان في الوصف والمعنى، (فالقدرة العسكرية) تمثلها (ترسانة السلاح الاستراتيجي) المُوْجِعْ إذا ما وجِّه نحو التهديد المحتمل للدولة، أمّا (العزيمة) فهي مدى (استعداد) المستوى السياسي لاستخدام السلاح الإستراتيجي في وقته وزمانه المناسبين (دون تردد) ويجب أن يكون ذلك واضحا لدى العدو، والدبلوماسية تعبّر عن الإثنين وتستند اليهما، ولا يجوز أن تترك لوحدها، إذ لا بد من وجود (رادع) حقيقي يحميها ويفتح أمامها الطريق على طاولة التفاوض أو في ميدان الحرب، ذلك أنّها مرتبطة ارتباطا لا ينفصم مع أسباب القوّة والعزيمة والإرادة، فالقوة هي النقطة المركزية في صناعة الاستقرار والسلام أو الجنوح نحو العنف والحرب، والإرادة تمنحها الفاعلية والغطاء، ولكلّ منهما دور في تحقيق الأهداف، أما الركون الى الخيار الدبلوماسي لوحده فذلك قد يوجه رسائل خاطئة الى الخصوم، تفقد معها (القوّة الرادعة) قيمتها وتأثيرها المسبق على الأحداث، وتظهر الضعف، وتشجّع العدوان، ووفق هذا المقياس المعتمد في (التحليل الدفاعي والاستراتيجي) يمكن تحديد الأسباب التي أدت الى (الإختلال) الحاصل في توازنات القوّة بين أطراف الصراع الدائر في المنطقة حاليا..

كلمة أخيرة: من لا يمتلك (أسباب القوّة والعزيمة والإرادة) ليدافع بها عن حقّهِ في الحياة والحرية والكرامة، سيجد نفسه خارج اللعبة، وسيفقد دورهُ وتأثيره ومكانته، ويتحول إلى ساحة للصراع والأطماع وتصفية الحسابات بين الأقوياء، والقاعدة الذهبية التي تتصدر متون الإستراتيجية المعاصرة وتختصر الموقف هي (من يريد السلام عليه الإستعداد للحرب)..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع وقيادة العمليات

شاهد أيضاً

يا أطفال العالم اتحدوا..بقلم ضياء الوكيل*

الأمّهاتُ في غزّة يشبهن مناديل الوداع، وعيونهنّ مثل أجراسٍ تبكي، لبسن الحداد من بؤبؤ العين حتى قامة الحزن والعذاب، يتمرغن بالدعاء والصلوات إلى الله كي ينجي الصغار، ويقرعن باب الأمل المغلق فوق صدورهنّ مثل قبرٍ قديم، يمسحن عن جوع الأطفال ترنيمة الغفوة، فالحلم لا يحضر هناك، لا قمحا ولا حنطة.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.