الطائرات المسيّرة التي تطلقها المقاومة العراقية تجاه الأراضي المحتلة تصنّف عسكريا بأنها (عمليات مشاغلة، واشتباك عسكري محدود باستخدام نيران غير مباشرة)، وهذا المستوى من الهجمات غير قادر من الناحية العسكرية والاستراتيجية على تغير موازين القوى في المنطقة، ولا التأثير في مسار ونتائج الحرب والعدوان الذي تتعرض له كلّ من غزّة ولبنان، ولكنه يستطيع إرباك وتعقيد المشهد العسكري والأمني أمام العدو، وإثارة القلق لديه، واجباره على إعادة النظر في خططه وحساباته بقياسات أكبر حجما وكلفة، وقد يدفعه أيضا الى استغلال الموقف لشن عدوان على الأراضي العراقية تفوق في كلفته وأضراره أضعاف ما تحققه (المسيّرات) من دعم عسكري مفترض للجبهات الأخرى، وإن كانت إيران بكلّ ما تمتلك من ترسانة السلاح والقوّة لم تستطع ردع العدو، ولا منعه من الهجوم عليها، ماذا سيفعل العراق وهو غير قادر عسكريا من التصدي أو الرد على أي إعتداء محتمل..؟؟ هذا ليس استنتاج أو تحليل إنّما حقائق تفرض نفسها على الأرض، و يفترض أن تتصدر حسابات العواقب والتداعيات المحتملة على الأصعدة كافة، وأخطر بما فيها أنّها تُنْذِرُ باستدراجِ العراق الى فِخَاخ الحربِ والفوضى.. كلّ العراق يتضامن مع غزّة ولبنان ولكن ضمن سقف أمن واستقرار وضمان مصالح العراق وشعبه..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع وقيادة العمليات