سقوط متعمد
(من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه)
الإمام علي (ع) الخليفة المغتال
لو كان الحراك الشعبي حراكا بلا منهج كما في 2003، من حرق وسلب اطر الحدث الاهم في تبدل النظام، ولة سلمنا ان ضغط صدام كان لابد ان يشكل موجات عبث فهمت زوال الخوف بأن تخرج لتكسر كل شيء من اجل تعويض مفقود تمتع به عدد قليل من ازلام”الرئيس المشنوق”، فلابد لنا ان نسلم بما افرزته حقبة السرقات المقيدة ضد مجهولين فهموا ان املاك الدولة هي مشاعة لاول يد تصل اليها، ولما كانت الحواسم هي صفة الثراء التي طغت مشكلة طبقة جديدة، بعد طبقة سراق الكويت، وطبقة المحسوبين على النظام السابق ممن عجل السرقة والهرب.
السقوط الحديث في نيسان 2003، افرز طبقة اجتماعية وسياسية وجدت رزقها في السماحات الحزبية التي تلت زوال الاطار البعثي الذي هندس افعال وحديث وتفكير جيلين عراقيين يحاول بعضهم التداوي منه بلبس وحديث مغاير وان حمل نفس المعاني والاهداف.
السقوط المتعمد الجديد، والذي تلا السقوط الحديث في 2003، سقوط نحو تنمية مكمل سياسي يعيد تجميع لعبة الحاكم والمحكوم وفق عقيدة غير مكشوفة لا تشبه عقيدة البعث الواضحة.
انا افهم واقدر كل مساع يبذلها سياسي ليقدم مشروعه للحكم، غير ان بكتيريا مضرة احاطت بجرح السياسة العراقية تزيد تقيح المفصل التاريخي الذي يوشك ان ينكسر بين الشركاء لكثر ما حمل من اثقال ولطول المدة ولعدم ثبات الطريق.
تلك البكتريا تحاول ان تنتج نفسها مع كل فصيلة دم سياسي يجلس للحكم… هي بكتريا تزحف كالقمل من شعر الى شعر، قد تسبب الهرش ولا يذهبها الماء والصابون، تزحف من خلال رسائل المحمول الى رفع حمى القرار، وحتى يتم اقتلاعها بالمضادات الحيوية فهي تشرب الدماء وتزيد احمرار الجرح وتعفنه.. وعندما تموت سنقول فقط: الحمدلله لقد تماثل صاحبنا للشفاء!.
انها بكتريا صحفية و شبه سياسية!.