طَلَعَ أَلْحَشْدُ عَلَيْنا

نزار حيدر

1 نيسان 2015

قبل كلّ شيء، أُبارك واهنئ شعبنا العراقي، وعلى وجه الخصوص أسر المقاتلين الأبطال وعوائل الشهداء والجرحى، الذين يرسمون لنا اليوم بتضحياتهم، تاريخاً جديداً، ابارك لهم توالي الانتصارات العظيمة التي يحققها الأبطال المجاهدون في القوات المسلحة والحشد الشعبي النشامى والعشائر الغيورة والتي حررت الان محافظة صلاح الدين العزيزة من دنس الارهابيين الذين زجّ بهم نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية لقتل النفس المحترمة وتدمير كل شيء في بلاد الرافدين، كما يفعل الان في اليمن السعيد وقبلها البحرين الحبيبة. ان شاء الله عُقبال تحرير آخر شبر من ارض العراق الطاهرة من دنس الأغراب الاعراب الانجاس الذين عاثوا في الارض الفساد. ثانياً؛ لقد كتبتُ، خلال الفترة القصيرة المنصرمة، عدة مقالات احذّر فيها من نشر وتداول اكاذيب الارهابيين وفبركاتهم والتي يحاولون من خلالها تدمير معنويّاتنا وارباك جبهة الحرب على الارهاب والتقليل من عمق التلاحم بين مختلف تسميات وعناوين المقاتلين وتهميش دور القيادة العامة للقوات المسلحة في هذه الحرب، وسعيها، الاكاذيب، للدفع باتجاه عملية تصفية حسابات بين أطراف إقليمية ودولية متنازعة على الاراضي العراقية!. انها سعت لفرض التوقيتات والخطط والأدوات على القيادة العامة بما تشتهيه انفسهم، وليس بما يمليه الواقع الميداني! وهذا اخطر أهداف الاكاذيب والفبركات الإرهابية!. وقتها لم أشأ الإفصاح عن هذه الاكاذيب قدر الإشارة فقط، في محاولة مني لرسم معالم طريقة تفكير جديدة تعتمد اولا على أساس المعلومة الصحيحة وتوقيت نشرها، وكذلك حثّ الراي العام ليشارك في الحرب النفسية ضد الارهابيين وليس العكس!. ولذلك كنت في كل مرة استلم العديد من الرسائل من أحبة يطالبونني فيها بتسمية الأشياء بأسمائها وعدم تعويم الفكرة! على اعتبار انه ليس كلّ الناس تقرأ الممحي، او تفهم الإشارات الخالية من المصاديق!. ربّما كانت المطاليب محقّة، الا انني، وقتها، لم أشأ المشاركة في عملية تشويش اخبار الجبهة، كما يفعل كثيرون، انما حاولت ان أُأَسّس للفكرة ليس الا. الان وقد تحرّرت صلاح الدين بالكامل، والحمد لله، فلم يعد هناك ما يُقلقنا او يمكن ان يُربك الجبهة، ففكرتُ في أن امرّ على بعض تلك الاكاذيب لنتذكرها كتجربةٍ اتمنى ان نتعلم منها فالمشوار أمامنا طويل وهو بحاجة الى حكمةٍ وصبرٍ وتأني، فالنصر الحقيقي هو الذي يحقق أهدافه باقلّ الخسائر، والشجاعة بلا حكمة تهور، أليس كذلك؟! ومن الاكاذيب والفبركات التي تناقلناها بمختلف الطرق [اخبار، مقالات، صور، مقاطع فيديو] وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؛ ١/ ابنت الطاغية والقائد المسلول يختبئان في تكريت ولذلك توقفت العمليات لتهريبهما!. ٢/ (موزة) ترشي الحكومة العراقية بمبلغ (٥٠) مليار دولار لإنقاذ (٥٠٠) من اكبر زعماء التنظيمات الإرهابية!. ٣/ توقف العمليات العسكرية لتأمين ممر أمن للقيادات الإرهابية!. ٤/ ليس للقيادة العامة للقوات المسلحة اي دور في التخطيط والتنفيذ، ولذلك فقرار التوقف او الاستمرار في العمليات لا يعود اليها وانما الى طهران او واشنطن!. ٥/ لولا (الجنرال) لما تحرر شبرٌ في هذه العمليات!. ٦/ وعندما طلبت الحكومة من التحالف الدولي المساهمة في عمليات القصف الجوي، قالوا بأن الحشد الشعبي قد انسحب من ارض المعركة، اذا به اول الداخلين الى قلب تكريت لحظة تحريرها!. ٧/ التحالف الدولي يقصف الحشد تارة والقوات الأمنية اخرى ويُنزل مساعدات للارهابيين ثالثة!. ٨/ تجاهل متعمّد ومقصود لدور فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية العليا في تحقيق الانتصارات الباهرة في جبهات الحرب على الارهاب، وذلك من خلال تضخيم ادوار ثانوية لحجب شمس الحقيقة عن الراي العام!. وغيرها الكثير جداً من هذه الاكاذيب والفبركات الإرهابية التي ثبُت بالدليل القاطع انها بالفعل كانت اكاذيب لا أساس لها من الصحة كنا نتداولها بلا تريّث او تروّي او تثبّت او حتى أدنى تفكير، وكأنّنا نتنافس على الخير لسرعة النشر والتوزيع!. تعالوا أيها الاحبة نعتمد قاعدة [كلّ شيء كذبٌ حتى يثبُت العكس] ففي زمن الحرب تُعتبر الحرب النفسيّة وحربُ التّضليل سلاح مهم وخطير بيد الارهابيين، فلماذا نسمح لانفسنا ان نكون لهم ظهراً يركبوه وضرعاً يحلبوه؟!. لماذا نصدّق من كل من هب ودب؟ لماذا ننشر كل ما يصلنا وعيوننا معصوبة وكأنّ ما يصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي آيات منزلات من السماء لا يجوز التشكيك فيها او التردد في نشرها؟!. اما اكاذيب الطائفيّين واشاعاتهم بشأن إنجازات الحشد الشعبي البطل، فلنا معها وقفة اخرى بعد ان تبين لكل ذي عين بصيرة انها أتفه من ان ننتبه لها فضلاً عن ان نردّ عليها. أطمئنكم، فالعمليات مستمرة، والانتصارات مستمرة، والحشد حاضر جنباً الى جنب بقية القوات المسلحة، حتى تحرير آخر شبرٍ من ارض العراق الطاهرة من دنس الارهابيين

 

http://aliraqtimes.com/

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.