ضياء الوكيل/ مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة
السبت 18 نيسان 2015
( في واشنطن الأولوية لمصفاة بيجي وليس الرمادي..!!؟؟) .. قلنا في مقالنا السابق (من يتحكم بأزمة الأنبار/ تحليل موقف) أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تهتم لما يجري في الأنبار ويتركز اهتمامها وجهدها العسكري حاليا باتجاه مصفاة النفط في بيجي وتعتبرها مع مدينةّ الموصل أولوية حيوية في حساباتها الاستراتيجية، وأنها لن تكترث كثيرا ان سقطت الرمادي بيد داعش أم لا… والمهم لدى قادتها أن أي تطور في مسار الحرب تقاس أهميته بمدى الضرر المحتمل الذي قد يلحقه بالمصالح الأمريكية…!!؟؟
ولتأكيد هذا الرأي فقد( شهد شاهد من أهلها) وانتقد جون ماكين رئيس لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس الأمريكي يوم أمس.. البنتاغون لتخليه عن الرمادي عاصمة محافظة الأنبار وتركيزه على مصفاة بيجي النفطية وقال في بيان صدر عن مكتبه الجمعة ( إنّ صرف النظر عن اهمية الرمادي الاستراتيجية هو انكار للواقع واهانة لعائلات المئات من الجنود الذين قتلوا وهم ((يحررون الرمادي)) من قبضة داعش) (حسب وصفه..)
وتأتي هذه الانتقادات ردا على ما أفاد به الجنرال ديمبسي رئيس اركان الجيوش الأميركية والذي قال فيه( أفضل عدم سقوط الرمادي، ولكن إن حصل فلن يكون نهاية الحملة)..
هكذا يفكر القادة الأمريكيون الذين ينظرون الى الحرب الدائرة على أرض العراق من زاوية مصالحهم ولا يلتفتون الى ضحايا الحرب وما تلحقه من خراب ودمار وتهجير ونزوح وكوارث انسانية وبيئية ومادية لا حدود لها ..
إن في ذلك رسالة لكل المعنيين الذين يراهنون على الموقف الأمريكي الذي يُخضِع حتى مستوى النيران في الاسناد الجوي الى معايير السياسة والمصالح، ونحن لا نطالب هنا بالتخلي عن الشراكة مع أميركا فهذا غير واقعي، ولكن المسؤولية تقتضي النظر بعين المصلحة الوطنية الى موقف الادارة الأميركية المتردد تجاه الأزمة والمحنة التي يمر بها العراق والبحث عن بدائل ساندة لجهد الدولة في حربها على الارهاب كما أن التطورات الحالية تضع السياسيين وخاصة الأخوة في الانبار أمام استحقاق وطني يستلزم اعادة النظر بالموقف المتسرع والغير منصف من الحشد الشعبي المقاوم وهم مطالبون برفع التحفظ عن مشاركته في عمليات التحرير والابتعاد عن الموقف الأمريكي والى التمسك بالمشتركات الجامعة والموحدة للصفوف لمواجهة التحديات المصيرية القائمة…