النزوح من الرمادي.. مرادف لمعنى الإباء والكرامة ورفض الإرهاب والتطرف…

ضياء الوكيل/ مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة

الأحد 19 نيسان 2015

من تداعيات العمليات العسكرية في مدينة الرمادي موجات النزوح الكبيرة للعوائل المنكوبة من عدوان داعش والتي تنذر بأزمة انسانية تستلزم الإستعداد لها ومعالجتها وفقا للمصلحة الوطنية التي تنظر الى هذا المشهد الصعب من زاوية الموقف الرافض لتواجد الارهاب أو التعامل معه أو الانصياع لسلطته الغاشمة…

والقراءة الأولية لهذا النزوح الذي اتخذ صيغة جماعية وبحجم متعاقب من الموجات البشرية هو الآتي:

رفض المجتمع الأنباري لهيمنة داعش ونهجه وعدوانه

المخاطرة بالنزوح ومعاناته على القبول بالعيش مع عصابات مارقة

فشل ذريع وهزيمة منكرة للفكر الظلامي الذي لم يجد أمامه الا مدنا خالية من السكان ولكنها مدججة بالمقاتلين المتصدين لفلوله الضالة..

أصبح النزوح في الانبار مرادفا لمعنى الإباء والإنتماء والكرامة الإنسانية والوطنية…

 نازحي الانبار

وهذه الصورة لها بعدان أحدهما محزن وأليم ترويه معاناة العوائل الكريمة التي هجرت الديار الى المجهول وارتضت العيش في العراء على القبول بذل وهوان العيش تحت سلطة المجرمين واللصوص والقتلة…

أما البعد الآخر فهو المخاض الصعب الذي يحمل التفاؤل والأمل بولادة فجر جديد تصنعه ارادة الحياة الرافضة لمنطق التطرف والعدوان..

هذا الوعي الوطني المعبر عن المعدن الأصيل للشخصية العراقية يحتاج الى موقف تاريخي مسؤول من الدولة بجهازها التنفيذي والأمني والمجتمع ممثلا بمنظماته المدنية والدينية الفاعلة…والى المبادرة الفورية وتبني الاجراءات السريعة لمعالجة هذا الملف قبل تفاقمه والعمل على تقديم كل أشكال الدعم الانساني والصحي والمعنوي للعوائل النازحة وتوفير الملاذ الآمن لها والعمل قدر المستطاع وفي أقصى طاقة ممكنة للتخفيف من معاناتها خاصة أن معظم النازحين هم من الاطفال والنساء والمسنين الذين لا يحملون معهم الا الأمل بالله وبإخوانهم العراقيين أصحاب النخوة والمواقف المشهودة لتجاوز هذه الأزمة والمحنة التي يمر بها العراق…

 راسلونا على العناوين الآتية:

http://www.dheyaa-alwakel.com/

 dheyaa_alwakel@yahoo.com

 info@dheyaa-alwakel.com

 

 

 

شاهد أيضاً

(اللي يحتاجه البيت يحْرَمْ على الجامع)..بقلم ضياء الوكيل*

تعقيب على قرار التبرع(الطوعي)، والإستقطاع من الراتب: إن لم تكونوا قادرين على مساعدة المتقاعدين، وتحسين ظروفهم المعيشية، فلا تقربوا من أرزاقهم ورواتبهم المحدودة، ولا تُثْقِلوا عليهم بالتبرع أو تقديم الطلبات التعجيزية المحرجةِ لهم، والمستفزة لحريتهم الشخصية، اتركوهم وشأنهم، والله لن يتركهم، ولن ينساهم، وهو القادر على بث السكينة والدفأ والرحمة في نفوسهم التي أتعبها الصبر الجميل، وطول الأمل، وخذلان السياسة، وظلم الزمن.. للمزيد مطالعة كامل المقال..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.