ضياء الوكيل/ مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة
20 نيسان 2015
الأنبار تمر بأخطر أزمة في تاريخها الحديث والقديم ، والأزمة لها وجهان ( أمني وانساني) أما الأمني فهو عدوان داعش وما جرّه من ويلات وخراب على العراق عموما وعلى هذه المحافظة بوجه الخصوص حتى أصبحت الأنبار ومدنها مسرحا للعمليات والخلافات والدمار وتصفية الحسابات، والخلاف حولها وصل الى داخل الادارة الأميركية حيث انتقد جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي البنتاغون لتركه الأنبار وتركيزه على بيجي ومصفاتها، وهو لا ينتقد بدافع الحرص على العراق انما يعبّر في بيانه عن سخطه على البنتاغون لأنه تجاهل ما وصفه عائلات مئات القتلى من الجنود الأمريكان الذي قضوا أثناء ((تحرير هذه المحافظة)) حسب زعمه المريب!!؟؟
في حين يصرح الجنرال مارتن ديمبسي رئيس أركان الجيوش الأمريكية بأنه لا يفضل سقوط الرمادي ولكن ان حصل ذلك فلن يكون نهاية الحملة!!! ويضيف أن مصفاة بيجي ضرورية لأنها ترفد الحكومة العراقية بالمال والطاقة!!؟؟، وانسحب هذا الخلاف الى داخل العراق وبالتحديد محافظة الانبار وكان لقاء السفير الأمريكي مع مجلس المحافظة برئاسة صباح كرحوت يوم 11 نيسان 2015 انعكاسا للموقف الذي فاقم الوضع وزاده سوءا بصدور تصريحات خلافية متشنجة ترفض مشاركة الحشد الشعبي في معارك الأنبار وتنتقد الحكومة وتعمّق الإنقسام السياسي والاجتماعي والطائفي في وقت نحتاج فيه الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لمواجهة التحديات الراهنة، هذا الوضع غير المستقر والذي اختلطت فيه الأوراق شجع داعش على القيام بهجوم مباغت على أكثر من محور في شرق الرمادي وصدته القطعات المدافعة واشتبكت معه في معارك شديدة وقعت في مناطق مأهولة تسببت بالوجه الثاني للأزمة وهو (الانساني) الذي يمثله نزوح عشرات الألوف من المدنيين باتجاهات مختلفة هربا من المعارك ورفضا لذل الوقوع تحت سلطة القتلة واللصوص من عصابات داعش المارقة، ومعظم النازحين من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى مما يقتضي معالجة هذا الملف قبل استفحاله وتحوله الى عبء ضاغط جديد في محنة العراق القائمة…
ولكن ما يلفت الانتباه في هذا المشهد الكارثي هو اختفاء المسؤولين عن محافظة الأنبار وتواريهم عن الأزمة مما يثير تساؤلات هامة:
أين مجلس محافظة الأنبار ورئيسه الذي يصرح من أربيل ويرتدي البدلة الأنيقة ويخضب شعره باجود انواع الصبغات؟؟
أين محافظ الأنبار؟؟
أين سياسيو المحافظة ومن يمثلها في مجلس النواب؟؟
بعضهم في الأردن والآخر في أربيل والإمارات وبغداد!!
ألستم ممثلين لشعب الأنبار المنكوب؟؟
أليس الأجدر بكم أن تكونوا بين أهلكم وهو يهيمون على وجوههم باحثين عن ملاذ آمن؟؟
أين معاني الشرف والنخوة والمروءة مما يحدث يا مسؤولي الأنبار؟؟
إن لم يكن الزعيم بين شعبه في الرخاء والشدّة لا خير فيه..
وإن لم يكن القائد بين جنده في المعركة وفي مقدمتهم لا خير فيه..
وإن لم يكن السياسي قدر كلمته ووعده وعهوده فأنه نصّابٌ وكذابٌ أَشِر..
طبعا نستثني من يقف في خطوط النار مدافعا عن ارضه وشرف أهله ومن يعيش معاناة النزوح مع المفترشين الأرض وعيونهم للسماء وهم على يقين بأن الرحمن لن ينساهم بعد أن خذلهم سياسيو المنابر وتجار الحروب…
يا زعماء الأنبار وسياسييها…. المسؤولية موقف وشرف وليس غنيمة…
http://www.dheyaa-alwakel.com/