ضياء الوكيل/ مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة
23 نيسان 2015
أستغرب تصريحات بعض الساسة الذين يستجدون مساعدة الدول العربية لمواجهة الأزمة في الأنبار في حين يرفضون بشكل مطلق مشاركة إخوانهم وأبناء جلدتهم أبطال الحشد الشعبي في تحرير هذه المحافظة…
وفي اعتقادي أنهم يحاولون استدراج بعض دول الاقليم للتدخل بشكل سافر في الشأن العراقي وتوريطها في هذا الملف المعقد الذي تكمن مفاتيح حله في داخل العراق ويعتمد بشكل كبير على الارادة السياسية لممثلي المحافظات الغربية الذين لا زال بعضهم يسوق لحل مستورد من الخارج بعد أن أوصلوا الوضع الى ما هو عليه من التردي والفوضى والخراب في محافظاتهم المنكوبة بعدوان داعش وحلفاءها..
وهذه التصريحات التي أدلى بها أحد المسؤولين في اتحاد القوى للسومرية يوم أمس استرسل خلالها في انتقاده للمؤسسة العسكرية حيث وصف( القادة بالتخبط في التخطيط وادارة المعارك واتهم الوحدات بعدم القدرة على المطاولة والصبر في مواجهة الأزمة والانسحاب والانهزام النفسي لدى المقاتلين..!!؟؟).
ويختتم المسؤول حديثه المنتقد لكل شيء في العراق (بتوجيه الشكر والثناء للملكة العربية السعودية لما وصفه مساعدتها الشعب العراقي) ولن ينسى الدول الأخرى التي زارها مؤخرا من هذا المديح والثناء.. باستثناء الجمهورية الاسلامية في ايران التي يناصبها الخلاف وانكار دورها الساند للعراق في مواجهة العدوان..
هذا نموذج للأداء السياسي الذي يفصح عن مزايدات وتناقض .. حيث لا رؤية سياسية حكيمة ولا طرح معتدل يراعي مصلحة الوطن ومصالح الناس المتضررة مما يجري في الأنبار والموصل والمناطق الأخرى…
ورهان غير مسؤول على القوى الخارجية بدلا من البحث الواقعي عن الحل المبني على التوافق والتفاهم مع شركاء الداخل…
هؤلاء الساسة هم أساس المشكلة ولن يكونوا أبدا عاملا مساعدا لحل أزمة العراق … والله المستعان..