لماذا رفض أوباما تسليح الجيش!!؟؟ وماذا قال للعبادي؟؟ تحليل مهم جدا ومعلومات خطيرة!!!…

ضياء الوكيل/ مستشار ومتحدث سابق بأسم القوات المسلحة/ الجمعة 8 أيار 2015/

منذ سقوط الموصل في 10 حزيران عام 2014 والولايات المتحدةالامريكية مترددة في اتخاذ قرار حازم وحاسم في مواجهة تهديدات داعش وعدوانها على العراق!!؟؟ واكتفت واشنطن بمراقبة الوضع والتصريح بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة وأنها تبحث في الخطوة التالية التي لم تأت رغم مرور عام على ذلك العدوان … ومن يدرس الاداء الامريكي خلال هذه الفترة يكتشف أن الادارة الأميركية غير جادة في هزيمة داعش واخراجها من العراق…

وحوار الرئيس الامريكي مع الصحفي توماس فريدمان في يناير الماضي يؤكد حقيقة النهج الأمريكي ودوره في الازمة المتفاقمة في المنطقة فهو يرى ( أوباما: إن ما حدث من سيطرة لتنظيم “داعش” على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق يكشف عن نظام إقليمي جديد بديل لـ”سايكس- بيكو).. ولذلك فهو يؤكد للسيد العبادي أن الحرب ستطول ضد داعش وهذا الموقف يثير أسئلة كثيرة أهمها:

  1.  هل أن الولايات المتحدة عاجزة عن مواجهة مسلحين لا يمتلكون طيران ولا أسلحة ثقيلة ولا يستطيعون مواجهة التكنلوجيا الحديثة للقوات الاميركية!!؟؟
  2. أم أن العجز الأميريكي المفتعل يخفي رغبة لاطالة أمد الصراع لتحقيق أهداف أخرى!!

القوات الامريكية

وهذه الفرضية تقتضي أميريكيا ابقاء الجيش العراقي ضعيفا لا يمتلك القدرة والمبادرة على حسم الحرب ضد داعش لتبقى مفاتيح الحل واشتراطاتها في الجيب الأميركي، ومن هنا ينطلق الفهم لمراوغة الرئيس أوباما في تقديم الدعم للجيش العراقي عند زيارة السيد العبادي الأخيرة فهو يناور سياسيا ويشتت الموضوع ويجزأ الصورة بالبحث في موضوعة الحشد الشعبي وعقيدة الجيش العراقي وهويته الوطنية وما يصفه( التركيبة الطائفية) وقبل ذلك يثير موضوع الاصلاحات في سياسة الحكومة العراقية والتي وردت لاحقا في مشروع عضو الكونجرس ماك ثورنبيري وفي ظل هذه الاشكاليات الباحثة عن حلول…

جيش عراقي

( لا طائرات بدون طيار ولا طائرات أباتشي حتى وان كانت مستأجرة بطياريها ، ولا دبابات ولا أعتدة ثقيلة الا بحسابات تحتكم للارادة السياسية لواشنطن ) والاسناد الجوي والاستخباري مرهون بمشاريع سياسية وشروط كثيرة… وحتى طائرات ال ف16 المتعاقد عليها ويفترض ان يبدأ تسليمها في العام الماضي لا زالت قيد الاجراءات وما يصفه البتاغون تأمين قاعدة بلد الجوية ولا نعلم متى سيتم ذلك ..

التسليح

ان الولايات المتحدة لا تقدم ما يحل الازمة في العراق انما هي تدير أزمة وتتفنن في ادارتها كما( ينظّر لذلك هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميريكي الاسبق)، فبدلا من تسليح وتقوية المؤسسة العسكرية العراقية فانها تتجه الى مشاريع سياسية ضاغطة ومضعفة للحكومة المركزية ولوحدة العراق وللجيش والقوات المسلحة..  

والموقف الآن هو التالي:

  1. لا سلاح للجيش
  2. الاسناد الجوي والاستخباري مشروط
  3. تحفظات على مشاركة الحشد الشعبي في العمليات
  4. مشاريع مقترحة وطويلة الأجل نسبيا لتسليح العشائر
  5. استحداث مؤسسات عسكرية بديلة (الحرس الوطني)
  6. واثارة لازمات جديدة عبر مشاريع مثيرة للجدل

والنتيجة هو بقاء الجيش في الميدان لوحده يواجه ظروفا قتالية صعبة تفتقر الى وسائل القوة والتكنلوجيا الحديثة الضرورية لمواجهة حرب العصابات التي تشنها داعش وربما هذا الموقف يفسر جانبا من ظاهرة استشهاد القادة العسكريين واستمرار حالة الكر والفر دون حسم في الميدان وسنتصدى للموضوع لاحقا …

اوباما 1

إن الرئيس أوباما الذي يرى ( أن سيطرة داعش على اراض في العراق وسوريا هو سايكس بيكو جديد) لا شك أنه مقتنع بأن داعش تشكل (متغيرا أصيلا في معادلة تقسيم العراق) ويجب أن يبقى الموقف الميداني على ما هو عليه الآن وهذا يعني استمرار نزيف الدماء والموارد والعنف والحرب واحتمالات التهديد القائمة… والأخطر من ذلك أن دهاقنة داعش ومنظريها يدركون قواعد اللعبة الأمريكية الجديدة ويحترموها على أكمل وجه…

شاهد أيضاً

قرار منع الخمور، والإنسان المهدور.. بقلم ضياء الوكيل*

لا نجادل في شرع الله، ولكن قرار (منع الخمور) في العراق الذي يلتقي الجميع تحت سقفه وخيمته لا يمكن تفسيره إلا أنّه محاولة لفرض (الوصاية والزي الموحد) على (مجتمعٍ متعدد الأطياف والأديان والأعراق والثقافات). مع نمط من السيطرة على الحياة العامة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.